القرآن لا يدعوني
كافراً (كافر)
فلماذا تفعل أنت؟
إلى صديقي المسلم العزيز، وقارئ هذه النشرة: هل تعلم أن الله يحبك محبة لا تُقاس ولا يمكنك استيعابها؟ السبب في ذلك أنّه محبة، وهذه طبيعته، وليس لأنك صالح أو طالح. يفرح كثيراً عندما يثق به الناس وينادونه «يا أبانا الذي في السموات». قد تُفاجأ، لكن هذه حقيقة لا تتغير. إنّه متاح لكل إنسان يدعوه من عمق القلب وبكل إرادة؛ حينها يجيب الداعي.
كلُّنا تربَّينا في أُسرٍ علّمتنا ديانتنا، واعتقدنا أنّها الوحي الأخير من الله والحقيقة الكاملة. سألت كثيرين من أصدقائي أن يعرّفوني بالإسلام ليقنعوني فأعتنقه، لكن لم يستطع أحد إخباري بالمبادئ الأساسية. سألت: «هل قرأتَ القرآن؟» بعضهم قال لا، وبعضهم قال نعم. ثم سألت: «هل فهمتَه؟» لم يقل لي أحد نعم، ومع ذلك كاد جميعهم أن يكونوا على استعداد لبذل التضحية القصوى إرضاءً لله ودخولاً إلى الجنّة.
كثيرون يطلقون علينا لقب «كافر». فطلبتُ من صديق أن يجلب لي القرآن بالعربية والإنجليزية، وبدأت أتصفّح الإنترنت لأقرأ أكثر عن الإسلام. فوجئتُ لأن آياتٍ كثيرة في القرآن تؤيد الإيمان المسيحي ولا تتعارض معه بالضرورة.
نحن مسيحيون نؤمن بإله واحد حيّ حقيقي خلق السماء والأرض، إله آدم وإبراهيم وموسى والأنبياء، كما هو مكتوب في مرقس 12:32: «فقال له الكاتِب: حسناً يا مُعلّم. بالحق قلتَ إنّه يوجد إله واحد ولا آخر سواه»، ولسنا نؤمن بثلاثة آلهة قطعاً.
وِفقاً للتقليد الإسلامي، مَن يحفظ أسماء الله الحسنى التسعة والتسعين يدخل الجنّة. لذلك دهشتُ عندما أثبت الدكتور محمود عبد الرازق، وهو من كبار علماء الشريعة الإسلامية، في بحثه أنّ 21 اسماً منها غير صحيحة ولا تُنسَب إلى الله، فاستبدلها بـ 21 اسماً آخر. وقد نال درجة الدكتوراه في الشريعة، وناقش بحثَه عشرة من كبار علماء السعودية فأقرّوه للطباعة والتوزيع.
فلنفكّر برويّة ومنطق في هذه التقاليد الموروثة، ورجاءً اقرأ هذه النشرة حتى النهاية، لأن مصيرنا الأبدي يتوقف على ما نؤمن به وكيف نتصرف في هذه السنوات القليلة التي نعيشها، وكذلك لكي نتعامل باحترام مع بعضنا بعضاً.
سورة 29:46 ولا تُجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن، إلا الذين ظلموا منهم، وقولوا: «آمنا بالذي أُنزِل إلينا وأُنزِل إليكم، وإلهنا وإلهكم واحد، ونحن له مسلمون».
يُقرّ القرآن بأننا نعبد الإله الحق الواحد المعلن في الكتاب المقدس.
سورة 3:55 إذ قال الله: «يا عيسى، إني متوفّيك ورافعك إليَّ ومطهّرك من الذين كفروا، وجاعل الذين اتّبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة. ثم إليَّ مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون».
القرآن يقر هنا بأننا، نحن المسيحيين، فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة. هذا يعني أنّ المسيحيين ليسوا كفّاراً، بل مصيرهم السماء.
سورة 2:62 إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين، مَن آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم، ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
يَشهد القرآن هنا بأن المسيحيين ليسوا غير مؤمنين، وأنّ لهم أجرهم عند الله في اليوم الأخير ولن يحزنوا، وأن الله العليم لا يغيّر كلمته.
سورة 5:82 لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا، ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا: «إنا نصارى»؛ ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون.
يذكر القرآن هنا أربع فِئات: المؤمنين المسلمين، اليهود، المشركين، والمسيحيين؛ وبذلك لا يكون المسيحيون من المشركين ولا كفّاراً.
سورة 25:2 الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك، وخلق كل شيء فقدّره تقديراً.
سورة 16:51 وقال الله: «لا تتخذوا إلهين اثنين؛ إنما هو إله واحد، فإياي فارهبون».
سور 72:3؛ 43:81؛ 39:4؛ 25:2؛ 23:91؛ 19:35،88،91،92؛ 18:4؛ 21:26؛ 17:111؛ 10:68؛ 16:51؛ 17:22 جميعها تقول الشيء ذاته: إن الله لا ولد له ولا شريك. والمسيحيون أيضاً يؤمنون بأن الله لم يمارس الجنس ليُنجب ولداً، ولم يتبنَّ ابناً، بل هو كائن بذاته من الأزل إلى الأبد. وقد قال يسوع في يوحنا 4:24: «الله روح، والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا».
سورة 5:73 لقد كفر الذين قالوا: «إن الله ثالث ثلاثة»، وما من إله إلا إله واحد. وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسّن الذين كفروا منهم عذاب أليم.
المسيحيون لا يؤمنون بأن المسيح أحدُ ثلاثةِ آلهة، بل يؤمنون بإله واحد حقاً.
سورة 112:1‑4 قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد.
[الترجمة الحرفية تعني أنّ الله لم يُولَد ولم يُنجِب طفلاً من خلالِ علاقةٍ جسدية.]
سورة 5:17 لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم. قل: «فمَن يملك من الله شيئاً إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمَّه ومن في الأرض جميعاً؟» ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما، يخلق ما يشاء، والله على كل شيء قدير.
يقول القرآن إن المسيح هو ابن مريم، وبالتالي إنسان. ويقول 1 تيموثاوس 2:5: «لأنه يوجد إله واحد، ووسيط واحد بين الله والناس، الإنسان يسوع المسيح». وقد قال يسوع المسيح عن نفسه مراراً إنه «ابن الإنسان»، وابن الإنسان هو إنسان، أليس كذلك؟
سورة 3:45 إذ قالت الملائكة: «يا مريم، إن الله يُبشّرك بكلمةٍ منه، اسمه المسيح عيسى ابن مريم، وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين».
سورة 4:171 يا أهل الكتاب، لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق. إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروحٌ منه؛ فآمنوا بالله ورسله، ولا تقولوا: «ثلاثة»؛ انتهوا خيراً لكم، إنما الله إله واحد، سبحانه أن يكون له ولد. له ما في السماوات وما في الأرض، وكفى بالله وكيلاً.
يصرّح القرآن هنا بأن المسيح هو كلمةُ الله وروحُ الله.
* [الترجمة الحرفية: «روحٌ منه» لا «نفسٌ منه».] وسيتم توضيح ذلك في الجزء التالي.