الكتاب يؤكد أن المسيحيون ليسوا كفرة
والإنجيل لم يُحرَّف

 

إنّ القرآن يؤكّد أنّ المسيحيين سيذهبون إلى الجنّة، وأنّ الإنجيل لم يُحرّف لفظيًّا، ولا تبديل لكلمات الله. وسورة مريم (71–72) ستتم على جميع المسلمين. من فضلك لا تدعني كافرًا. إذا كنت تريدني أن أكون مسلمًا فأجب عن أسئلتي وأقنعني أوّلًا.

لماذا لم ينفّذ النبي صلى الله عليه وسلم الحدّ في كلّ حالات الزنا؟

أوّلًا: الإنجيل لم يُحرّف
يقول الله تعالى في سورة المائدة (5:13):
{(فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ...) }
كان اليهود يحاولون تحريف معنى الآيات حتى يحقّقوا أغراضهم، ولكن لم يستطيعوا تغيير اللفظ؛ لأنّ التوراة والإنجيل كانا منتشرين في كلّ العالم، وجميع المخطوطات متطابقة تمامًا، والله حافظ للذّكر، وهذا ما يقرّره كبار علماء المسلمين.

ويقول الله تعالى في سورة يونس (10:94):
{(فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ...) }
يأمر اللهُ النبيَّ بمقارنة ما أُنزِل إليه بما جاء في الإنجيل، وهذا اعترافٌ صحيحٌ بأنّ الإنجيل لم يُحرّف.

ويقول الله تعالى في سورة القصص (28:49):
{(قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا فَاتَّبِعُوهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) }

ويقول الله تعالى في سورة المائدة (5:44–47):
(إِنَّاأَنزَلْنَاالتَّوْرَاةَفِيهَاهُدًىوَنُورٌ...وَآتَيْنَاهُالإِنْجِيلَفِيهِهُدًىوَنُورٌمُصَدِّقًالِّمَابَيْنَيَدَيْهِمِنَالتَّوْرَاةِ...وَمَنْلَمْيَحْكُمبِمَاأَنزَلَاللَّهُفَأُوْلَئِكَهُمُالْفَاسِقُونَ){(إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ... وَآتَيْنَاهُ الإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ... وَمَنْ لَمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) }

ويقول الله تعالى في سورة المائدة (5:68):
(قُلْيَاأَهْلَالْكِتَابِلَسْتُمْعَلَىشَيْءٍحَتَّىتُقِيمُواالتَّوْرَاةَوَالإِنْجِيلَوَمَاأُنزِلَإِلَيْكُمْمِّنرَّبِّكُمْ...){(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِّن رَّبِّكُمْ...) }

ويقول الله تعالى في سورة النساء (4:136):
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ...) 

من المستحيل أن يأمر اللهُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أن يأمر المسيحيين بإقامة تعاليم كتابٍ مُحرَّف. إن كان الله يحثّ المسيحيين على الإيمان والعمل بتعاليم الكتاب الذي أُنزِل من قبل، وهو الإنجيل، فلا يمكن أن يأمر الله بالإيمان بكتابٍ محرف. الكتاب المقدّس (من أوله في سفر التكوين إلى آخره في سفر الرؤيا) يحدّثنا عن قصد الله السامي لفداء البشر حتى لا يذهبوا إلى جهنّم، بل يقضوا الأبديّة معه في السعادة السماويّة. فإن كنت مهتمًّا بحياتك الأبديّة فاقرأ الإنجيل، واطلب من الله أن يعلن لك الحق كاملًا.

ثانيًا: المسيحيون ليسوا كفّارًا
يقول الله تعالى في سورة البقرة (2:62):
(إِنَّالَّذِينَآمَنُواوَالَّذِينَهَادُواوَالنَّصَارَى...فَلَهُمْأَجْرُهُمْعِندَرَبِّهِمْوَلَاخَوْفٌعَلَيْهِمْوَلَاهُمْيَحْزَنُونَ){(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى... فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) }
وتكرّرت أيضًا في سورة المائدة (5:69) بالمعنى نفسه. ومن هذه الآية نعلم أن المسيحيين لن يحزنوا أي لن يذهبوا إلى جهنّم.

ويقول الله تعالى في سورة العنكبوت (29:46):
(وَلَاتُجَادِلُواأَهْلَالْكِتَابِإِلَّابِالَّتِيهِيَأَحْسَنُ...وَقُولُواآمَنَّابِالَّذِيأُنزِلَإِلَيْنَاوَأُنزِلَإِلَيْكُمْوَإِلَهُنَاوَإِلَهُكُمْوَاحِدٌ...){(وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ... وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ...) }
فالقرآن يقرّ بأنّ المسيحيين يعبدون الله الواحد الذي لا شريك له، ويجب على المسلمين أن يؤمنوا بالإنجيل.

ويقول الله تعالى في سورة آل عمران (3:55):
(إِذْقَالَاللَّهُيَاعِيسَىإِنِّيمُتَوَفِّيكَوَرَافِعُكَإِلَيَّوَمُطَهِّرُكَمِنَالَّذِينَكَفَرُواوَجَاعِلُالَّذِينَاتَّبَعُوكَفَوْقَالَّذِينَكَفَرُواإِلَىٰيَوْمِالْقِيَامَةِ...){(إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ...) }
من هذه الآية الكريمة نعرف أنّ المسيحيين فوق الذين كفروا، أي ليسوا كفّارًا.

ويقول الله تعالى في سورة المائدة (5:82):
{(لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ...) }
ويذكر في هذه الآية أربع فئات: المؤمنون، واليهود، والمشركون، والنصارى. وهذا اعتراف من القرآن بأنّ المسيحيين ليسوا مشركين، وأنّهم لا يعادون المسلمين.

ويقول الله تعالى في سورة آل عمران (3:113–114):
{(لَيْسُوا سَوَاءً مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ...) }
وهذا اعتراف آخر بأنّ الإنجيل هو آيات الله، وأنّ الأتقياء من أهل الكتاب صالحون، والصالحون لن يحزنوا في الآخرة.

ويقول الله تعالى في سورة يونس (10:64):
(لَهُمُالْبُشْرَىٰفِيالْحَيَاةِالدُّنْيَاوَفِيالْآخِرَةِ...ذَٰلِكَهُوَالْفَوْزُالْعَظِيمُ∗لَاتَبْدِيلَلِكَلِمَاتِاللَّهِ){(لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ... ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ) }
إنّ الله عليمٌ لا يغيّر كلمته ولا يرجع في أمر قضاه. لذلك أنا مطمئنٌّ إلى أنّ الله الصادق الأمين لن يهلكني لأنّي أقيم تعاليم الإنجيل.

ما هو مصير المسلمون؟
يقول الله تعالى في سورة مريم (19:71–72):
(وَإِنْمِّنكُمْإِلَّاوَارِدُهَاكَانَعَلَىٰرَبِّكَحَتْمًامَّقْضِيًّا∗ثُمَّنُنَجِّيالَّذِينَاتَّقَوْا...){(وَإِنْ مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا...) }
وقد جاء في صحيح مسلم (6182/17)، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أنّها كانت تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"سددوا وقاربوا وأبشروا، فإنّه لن يدخل الجنّة أحدٌ بعمله"
قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟
قال: "ولا أنا إلّا أن يتغمّدني الله منه برحمة، واعلموا أنّ أحبّ العمل إلى الله أدومُه وإن قلّ".

فالقرآن الكريم والحديث الشريف يخبراننا أنّ جميع المسلمين سيدخلون جهنّم أوّلًا، ثمّ سيخرج اللهُ الأتقياء منهم، لكنّ القرآن الكريم لم يحدّد المدّة التي سيقضونها هناك، وهذا أمرٌ رهيب.

هل يمكن أن يظهر الله في صورة إنسان؟
يقول الله تعالى في سورة طه (20:5):
(الرَّحْمَٰنُعَلَىالْعَرْشِاسْتَوَىٰ){(الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ)}
ويقول في سورة الحاقة (69:17):
(وَيَحْمِلُعَرْشَرَبِّكَفَوْقَهُمْيَوْمَئِذٍثَمَانِيَةٌ){(وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ)}
ويقول في سورة القلم (68:42):
(يَوْمَيُكْشَفُعَنْسَاقٍ){(يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ)}
ويقول في سورة الحجر (15:29):
(فَإِذَاسَوَّيْتُهُوَنَفَخْتُفِيهِمِنرُّوحِيفَقَعُوالَهُسَاجِدِينَ){(فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ)}

وروى مسلم (2612) عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال:

"خلق الله آدم على صورته"

وفي سورة هود (11:37) أمر اللهُ نوحًا بصناعة السفينة:
(...وَأَوْحَيْنَاإِلَيْهِأَنِاصْنَعِالْفُلْكَبِأَعْيُنِنَا...){(... وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا...) }

نفهم من هذه الآيات الكريمة وغيرها أنّ الله تعالى -الذي يملأ السماوات والأرض- ذُكر له عرشٌ، وله روحٌ، وله ساقٌ ويدان، وخلقنا على صورته تبارك اسمه. فهل يمكن أن يظهر للعالم في صورة إنسان؟

إقامة حدّ الزنا
ثبت في صحيح مسلم من رواية عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"خذوا عنّي، خذوا عنّي، قد جعل الله لهنّ سبيلًا؛ البكر بالبكر جلدُ مائة ونفيُ سنة، والثيب بالثيب جلدُ مائة والرجم".

وقد حدث هذا في قصة ماعز بن مالك الأسلمي والغامدية، حيث اعترفا بالزنا وطالبا بالتطهير، فرُجِما بعد الولادة والفطام في قصة الغامدية، كما رُجِم ماعز بن مالك.

وفي الموطّأ برواية مالك، عن نافع، عن عبيد الله بن عمر، أنّ اليهود جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بامرأة ورجلٍ زنيا، فقال لهم:

"ما تجدون في التوراة في شأن الرجم؟"
فأنكروا وجوده، فقال عبد الله بن سلام: كذبتم، إنّ فيها آية الرجم. فأتوا بالتوراة فنشروها، ووضع أحدهم يده على آية الرجم، ثمّ قرأ ما قبلها وما بعدها. فقال له عبد الله بن سلام: ارفع يدك، فرفع يده فإذا بآية الرجم، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم فرُجِما. فرأيت الرجل يحني على المرأة يقيها الحجارة.

لقد أقام النبي صلى الله عليه وسلم أمرَ الله ووصيته في رجم الزناة في الحالات السابقة، ولكنّه تغاضى ولم يأمر برجم الزناة في حالتين أخريين:

  1. حديث ابن عباس عند أبي داود (2049) والنسائي (3229): أنّ رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إنّ عندي امرأةً هي من أحبّ الناس إليّ، وهي لا تمنع يد لامسٍ. فقال له النبي: "طلّقها". فقال: لا أصبر عنها. فقال: "استمتع بها".
    ومعنى "لا تمنع يد لامس" أنّها تُرضي من يعاشرها؛ وهذا زنا، وزوجها يحبّها ولا يطيق فراقها، فلماذا سمح النبي صلى الله عليه وسلم ببقائها معه وتمتّعه بها وترك الحرية لها؟

  2. ما ورد بشأن النهي عن طروق المسافر أهله ليلًا، وهو حديث:

"نَهَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَنْ يَطْرُقَ الرَّجلُ أَهْلَهُ لَيْلًا"
والسبب هو ما وقع لبعضهم حين رأى رجلًا عند أهله فعوقب بسبب مخالفته.

هذه الأسئلة تُطرح: لماذا لم يُقم الحدّ في هذه المواضع، بينما أُقيم في مواضع أخرى؟

ـــ

هذا هو النصّ بعد تصحيح التنسيق وجمعه في صيغة متّسقة، بدون أي إضافات تفسيرية سوى ضبط الصياغة وإزالة التكرار والفراغات.